العكيد »أبو شهاب« كان قد عبر عن اعتقاده لجريدة »بلدنا« السورية، أن »الجزء الرابع سيكون لعبة إنتاجية أكثر مما هو لعبة إبداعية«، لذلك »لا أظن أنني سأشارك في الجزء الرابع في حال وجوده«.
إلا أن العكيد الذي اشتهر بعبارة »شكلين ما بحكي« عاد ليحكي هذه المرة »شكلين«، حين نفى لجريدة »تشرين السورية« كلامه السابق، مؤكداً استعداده الكامل للمشاركة في الجزء الرابع، واصفاً التصريحات السابقة بأنها »فبركات مواقع الكترونية، لا تتمتع بمصداقية«، مع العلم أن تصريحاته كانت لجريدة اشتهرت بمصداقيتها بين الأوساط الفنية في سوريا.
ولكن ما الذي يدفع العكيد للتراجع عن تصريحاته؟
في الغالب سنسأل »أبو عصام«، فالعكيد الذي لم ينفك طيلة الجزء الثالث من »باب الحارة« يتذكر صهره »أبو عصام«، يبدو أنه اعتبر من الغياب القسري لهذا الأخير، وبالتالي سيضع هذه العبرة نصب عينيه في الفترة الفاصلة ما بين الجزء الثالث والرابع من المسلسل، وإلا فسيجد نفسه، كما وجد من قبله صهره أبو عصام، شهيداً يسبق خبر استشهاده شارة الجزء الرابع من المسلسل، ولا سيما أن النهاية التي انتهى عندها الجزء الثالث تتيح لكل من المخرج والكاتب أن يميتا من يشاءان من دون حرج هذه المرة.
تقلبات التصريحات المتعلقة بمسلسل »باب الحارة« على ناري التأكيد والنفي، يبدو أنها لن تنتهي في الوقت القريب، فما أن انتهت معارك أصحاب الشوارب المفتولة والخناجر في الجزء الثالث من المسلسل، حتى بدأت معارك التصريحات، فحكيم الحارة »أبو عصام« الفنان عباس النوري الذي آثر الصمت طيلة شهر رمضان، رافضاً التحدث عن الجزء الجديد من المسلسل وملابسات استبعاده عنه، خشية »اتهامه بالتشويش على العمل«، أطلق على ما يبدو لتصريحاته العنان، معلناً في حوار »ناري« مع الزميل مصعب العودة الله في جريدة »تشرين« السورية بأن كاتب العمل مروان قاووق »يكتب بالريموت كنترول«، وأن الجزء الثالث من باب الحارة »شوهد بمعية الجزء الثاني فقط«، مؤكداً »»لن أكون وفياً لأناس غير أوفياء« وأن المخرج بسام الملا »شريك لدود.. قضت شراكته«، مشيراً إلى أن »إحدى الشركات دفعت لي مبلغاً كبيراً حتى لا أشارك في الجزء الثالث من »باب الحارة« وأجبت بالتزامي الأدبي فيه«.
المخرج علاء الدين كوكش الذي أخرج هذا العام مسلسل »أهل الراية« قال في حوار مع »تشرين« أيضاً: إن »مسلسل »باب الحارة« تم تصوير جزءيه الأول والثاني معاً«، إن المخرج بسام الملا »بعد أن بدأ بالعمل شعر بعبء كبير في تصوير مسلسلين دفعة واحدة، فاتصل بي وطلب أن نتعاون معاً على إخراج هذا العمل، وحين ألمت به الأزمة المرضية، استمررت لوحدي لأكثر من شهرين وأنا أصور العمل وحيداً«، مؤكداً أن كلامه هذا »فقط للتوضيح«. وللتذكير فإن توضيح المخرج كوكش تأخر على الأقل نحو عام أو أكثر فقط، ولا نعرف لماذا تأخر كل هذا الوقت، إلا أنه من الواضح أن التصريحات بمجملها، سواء أقنعتنا أم لا، استفادت من المستوى العادي الذي ظهر به الجزء الثالث من مسلسل »باب الحارة«، وقد بدا أقل جماهيرية، مقابل ارتفاع أسهم مسلسل »أهل الراية « على حسابه، وكأني بالمخرج كوكش يريد أن يقول أنا أبو النجاح في الجزءين الأول والثاني من »باب الحارة«، وكأن أبو عصام يريد أن يقول إن رب ضارة نافعة، وما زال بطل الأجزاء الناجحة، وقد جنبه استبعاد البعض له عن »باب الحارة« هفوات جزئه الجديد التي لطالما أقلقته.
باختصار كل ما سمعناه من تصريحات يوحي بمعركة كلامية قادمة، وإذا استمر المخرج بسام الملا في صمته فبلا شك نحن أمام معركة فنية لا كلامية، معركة لا لإنتاج الأفضل بقدر ما لإظهار من هو الأفضل، ومن هو الصانع الحقيقي لنجاح »باب الحارة.
منقول